أرشيف

ذُبحت طفلتها فظلت تقاوم إلى أن كشفت الجريمة

لم يكن يعلم (سعيد أ . ب) الذي يعيش في مزرعته مع زوجته وطفلته البالغة من العمر خمس سنوات، وكرس كل جهده بهذه المزرعة الذي يقتات منها، بعيداً عن ضوضاء المدينة لم يدر سعيد ما يخبئ له القدر ولأسرته من الأهوال والآلام، ولم يكن يعلم حين جاء بائع الأيسكريم يطرق باب منزله ليبيعه قوالب ايسكريم أنه شخص يطلب من وراء الآيسكريم لقمة العيش الحلال ولكنه يخبئ جمرات الخبث والجريمة ويحيك مؤامرة قذرة مع أشخاص آخرين سيكون هو المستهدف فيها، لقد كان بائع الأيسكريم يتجول في المزارع في منطقة عبس تحت غطاء أنه يبيع الأيسكريم لكنه في الحقيقة كان يتجول هناك يبحث عن ضحايا لعملياته الإجرامية؛ فلم يمضِ أكثر من أسبوع على مروره حيث كان قد تعرف على مالك المزرعة في المرة السابقة وعاد برفقة شخصين أحدهما متنكراً بزي إمرأة .. طرق باب منزل صاحب المزرعة الذي أجابه ودعاه للدخول لكن ذلك البائع طلب منه بإلحاح أن يدله على منزل شخص آخر يسكن في نفس المنطقة وترجاه أن تبقى المرأة التي برفقته حتى يعودا..

وافق صاحب المزرعة على مرافقتهما ليدلهما على صاحب المنزل الذي ذكراه على أن يعودا إلى المنزل.. وفي منتصف الطريق تفاجأ صاحب المزرعة باللكمات تنهال على وجهه دون سابق إنذار أو مبرر، وبعد عراك معهم تمكن الرجلان من تكتيفه بالحبال وربطه إلى جذع شجرة وتركه هناك في الخلاء وعادا نحو المنزل بسرعة لأخذ محتوياته معتقدين بأن الرجل الذي تركاه متنكراً بزي امرأة قد أنجز مهمته في التخلص من زوجة صاحب المزرعة وطفلته لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فقد لاحظت صاحبة المنزل أن من معها ليست امرأة ولكنه رجل فاستدرجته ليدخل إحدى غرف المنزل فأغلقت عليه باب الغرفة مع طفلتها وأخذت البندقية لتبدأ الصراع مع الرجل الذي أدرك فور إغلاق الباب عليه بأن أمره قد انكشف فقام بأخذ الطفلة مهدداً بقتلها إن لم تفتح الباب لكن الأم رفضت التهديدات وأجابته بطلقة نار اخترقت الباب لكنها لم تصبه.

أحس بالخطر فقام بقطع يد الطفلة دون رحمة لدموعها المنسكبة، وأمام صرخات الطفلة المجروحة التي كانت تشق فؤاد أمها لكنها آثرت المقاومة لكي لا يسقط شرفها أو يذبحها كما ذبح ابنتها .. أطلقت الرصاص مرة أخرى لعل هذا الوحش المحاصر في الغرفة يوقف افتراسه للطفلة البريئة التي يرتجف فؤادها لآلامها لكن لم يستجيب لاستغاثات وأنات لطفلة لا ذنب لها سوى أن القدر رماها أمام هذا الوحش الذي واصل تمزيق جسد الطفلة إلى أن فارقت الحياة، ومع ذلك ظلت الأم متمسكة بموقفها الرافض فتح الباب.. وفيما هي تواجه هذا العذاب والكرب والفاجعة التي حلت بها وصل الشخصان إلى جوار المنزل فيما كانت قد طلعت أم الطفلة إلى سقف المنزل وأطلقت الصرخات والرصاص في الأفق تطلب النجدة .. أدرك الرجلان أن أمرهما قد انكشف فحاولا اقتلاع باب المنزل إلا أن الأم التي تحملت أهوال ألم مصرع طفلتها وهي تقطعها سكاكين الإجرام، كانت أقوى وأكبر من كل ذلك ..

لم تجد أمام إصرار الرجلين لاقتلاع باب منزلها إلا أن توجه فوهة البندقية نحوهما وتمطرهما بالنيران لترديهما قتيلين أمام الباب ثم أفرغت ما تبقى من الرصاص في جوف الآلي في الجو ومعها صرخات النجدة حيث توافد أهالي المنطقة عندما سمعوا لعلعة الرصاص والصرخات المدوية التي أطلقتها الأم المكلومة.. وقاموا بإلقاء القبض على الشخص الذي تنكر بزي امرأة، وتم استدعاء رجال الأمن، وسلموا الرجل القاتل للشرطة ، فيما أعلمت أم الطفلة بتفاصيل الجريمة وحكاية المجرمين حيث قام الأهالي وأفراد الشرطة بالبحث عن زوج المرأة صاحب المزرعة حيث لقوه وهو في حالة يرثى لها مقيداً بالحبال على شجرة في الخلاء لكنه مازال حياً.

الشرطة والمسئولون في المحافظة وجهوا كلمة شكر وتقدير لهذه المرأة البطلة ، أما صاحب الأيسكريم قاتل الطفلة فقد ذهب إلى مصيره العادل..

زر الذهاب إلى الأعلى